وهطل المطر بقلمى

[flash] في ذاك الصباح الذي يشبه كل صباح يمر عليّ خرجت في ذاك الطريق المليء بالأشجار و الحشائش الخضراء.. بالرغم من عدم رؤيتنا للمياه التي تسقي هذا الزرع فالسماء حابسة دمعها و يبدو أن قسوة قلوبنا انعكست عليها .. حتى نسينا أمر تلك القطرات الندية... مرت الساعات و أتى المساء و فجأة هناك من يطرق زجاج النوافذ بكل رقة و عذوبه .. نعم انها تلك الدمعات القادمه من السماء البعيدهـ .. فأخذنا نركض و نفتح قلوبنا لإستقبالها فكم اشتقنا إلى النقاء و الصفاء و هاهي عند أبوابنا _و الحمد لله _ هطل المطر . فخرج الجميع لإستقباله النساء و الأطفال الشيوخ و الرجال ,, أطفال يلعبون و يركضون فرحاً و الضحكات رُسمت على وجه الجميع .. جميعهم نسوا همومهم و أحزانهم يقفون تحت قطرات الماء و كأنهم يغسلون أرواحهم من الشوائب العالقة بهم و يأتي البرق ليحول ظلمة الليل إلى نهار لتعود ظلمة الليل في لحظات ,, و يتبعه صوت الرعد فيعلوا التسبيح "سبحان من سبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته" لتعود بعدها صوت الضحكات الصادرة من تلك الزهرات البريئة و تُسمع دعوات هذا و تلك : " يارب وفقني في دراستي.. " "يارب أشفي ابني..." " يارب احفظ اهلي و اصلح حالي" لتمتزج الدعوات الصادقة بالقطرات المباركة فكانت ساعات من أجمل ساعات العمر و أنقاها .. و يبدأ المطر بالانسحاب رويداً رويداً ليترك قلوبنا بعد أن رطبها بطهره و نقائه ويبدأ بعده الجميع بالعودة لعمله و ليكملوا ما كانوا يفعلونه قبل قدوم هذا الضيف الغالي .. *** مافاضت به روحي بعد هطول المطر[/flash]